martes, 14 de enero de 2014

الرصيف

الرصيف

بين المعلمة و التلميذة,
دار الحوار:
ألتقط خبزي من مزبلة الحي,
أسمالي وجدتها بالقمامة,
حذائي, وضع عند الرصيف
الخلفي للمدرسة.
لا أمشط شعري,
لا أغسل و جهي.
و معلمتي, تشتكي لمسؤولي المؤسسة,
طلبوا مني إحضار ولي أمري,
الذي لم يقلم أظافري, حتى لا أخدش
قلم الرصاص.
شدت السيدة ضفيرتي بقوة,
و دفعتني خارج القسم,
صدر مني أنين لم تسمعه,
طرحت السؤال,
و أجبت على كل الأسألة,
من حدد من أكون?
متى أكون طفلة?
شابة ثم يافعة?
ثم رماني بالركن المجهول.
جهز نعشي!
قبري, علموه ببقايا شجرة,
اصفرت أوراقها,
أسنانها تساقطت, تحيط بها
عظام نخرة.
كل ما جهزوه كفن,
أما الجنازة, فتكاليفها باهظه.
لست بالبرجوازية !
لست بالإقطاعية !
إلا أن مصيري, تحدده
البرجوازية, و الإقطاعية
العالمية.
فقدت الطفولة عند السابعة,
نظفت ثيابي إخواتي الثمانية عند
التاسعة,
ساعدت أمي الأرملة,
عند العاشرة.
أصبحت خادمة,
عند السيدة, و أرعى
طفلة في السادسة,
من حدد متى أكون طفلة?
من حدد من أكون?
متى أكون شابة ثم يافعة?
هي برجوازية
خليجية?
أمريكية?
أم أوربية?
حددت
متى أدخل المدرسة,
متى أحصل على الباكلوريا,
و متى أحصل على شهادة الدكتوراة,
من حدد قدرتي?
البرجوازية الخليجية?
أم سياسيوا الدول العربية?
أم فقراء شمال إفريقيا?
أتت معلمتي,
بفتاة في السابعة,
كانت تجاور مزبلة,
تأكل و تلبس من القمامة.
أمها أرملة,
إخوتها فوق الثمانية,
إبتسمت, أخرجت صورتها,
ألقيت عليها نظرة,
حين قيل في محاضرة عالمية,
عدالة إجتماعية,
مساوات إنسانية!
و تغذية سليمة لأطفال العالم!
كررت الإبتسامة!
حين أتت السيدة في اليوم التالي,
هنأتها الصديقات على نهديها
المصطنعين, و شفتيها المملوئتين,
للحصول على أكبر عدد, من القبلات
الغرامية.
رأيت في كل نهد, حليب رضيع

قلم رصاص,و مجموعة من الأقلام
الملونة.
فراش متواضع للطفل, و الطفلة النائمين
على الرصيف, يحلمان بالمدرسة.
من حدد عالمي?
البرجوازية الخلجية?
البرجوازية الأمريكية?
البرجوازية الأوربية?
سياسيوا المنطقة العربية?
أم فقراء شمال إفريقيا?
من حدد من و متى أكون سيدة
سيدتي المعلمة?




نعيمة الجباري حاصلة على شهادة الدكتوراه الموضوع يتناول:
"العولمة و التعدد الثقافي و التهميش الإجتماعي,للهجرة.(البحث يتناول التعليم وأبناء الجالية المغربية بالمهجر والبلد الأم- 2013